في أغلب بيوتنا تدور يومياً النقاشات والحوارات وأحياناً المشاجرات حول وقت الشاشة! بين طلب “خمس دقائق إضافية” أو “آخر جولة لعب” من أطفالك وبين طلب الالتزام وإغلاق الأجهزة من قِبَلك، ولكن هل فكرتي يوماً بعقد معاهدة رقمية بينك وبين أطفالك؟
المعاهدة الرقمية هي اتفاقية بين أفراد العائلة تحتوي على قواعد وقوانين حول وقت استخدام الأجهزة والشاشات داخل المنزل، مما يقلل من الخلافات اليومية ويحقق التوازن بين الأنشطة والألعاب الرقمية والأنشطة الأخرى كالدراسة واللعب البدني وواجبات المنزل.
مع العلم أن “إبرام معاهدة رقمية” من الطرق التي ينصح بها خبراء الأمن السيبراني والسلامة الرقمية للأطفال، لدورها في تعزيز الاستخدام الآمن للتكنولوجيا والمحتوى الرقمي
الرقابة الأبوية في استخدام الإنترنت| كيف يمكن حماية الأطفال من أضرار الإنترنت
في هذا المقال، سنقدم لكِ في 5 نقاط كل ما تحتاجينه لتكوني المفاوضة الذكية الذي تحقق التوازن بين الابتسامات والتزامات الشاشة..
- المشاركة
- تحديد أوقات استخدام الأجهزة
- التحديث المستمر للقوانين
- الموافقة على المحتوى والتطبيقات المناسبة
- التواصل المفتوح
1. المشاركة:
لتعزيز التعاون والالتزام بالاتفاقية من المهم أن يتم وضعها بالتشاور مع أطفالك، مثلاً السماح لهم باختيار الوقت المناسب في اليوم ليكون وقت الشاشة مع تحديدك أنت للمدة أو المحتوى، مع تحديد الإجراءات التي ستلتزم بها العائلة في حال تم خرق الاتفاق من قبل الأطفال، بالإضافة لكون النقاش يتيح لهم تطوير مهارات التفاوض والإقناع، ومهارات التواصل الاجتماعي بالتعبير عن رأيهم بأسلوب لائق وسماع وجهات نظر الآخرين واحترامها.
2. تحديد أوقات استخدام الأجهزة:
من المهم تحديد وتنظيم الوقت المخصص لكل طفل خلال اليوم بما يتناسب مع عمره، ومن الممكن تقسيم وقت الشاشة إلى فترات خلال اليوم. ومن المهم معرفة أن تحديد الوقت ليس كافياَ فلا بد من تحديد عواقب وتطبيقها في حال عدم الالتزام من قبل الطفل، لزيادة شعوره بالمسؤولية، مثلاً في حال تجاوز الطفل وقت الشاشة اليوم القيام بتقليص نفس المدة التي تجاوزها من وقته في اليوم التالي، أو منعه من استخدام الجهاز في عطلة نهاية الأسبوع. وربما تكون إضافة مهمة منزلية على مهماته أمر جيد أيضاً، مثلاً نشر وجبة غسيل إضافية أو مسح غبرة غرفة الجلوس!
ملاحظة: قد تكون القرعة فكرة جيدة للاختيار من بينها!

3. التحديث المستمر للقوانين:
فمع تطور التكنولوجيا وتغير عمر الطفل أو ربما تغير في نمط الحياة من الضروري أن تكون الاتفاقية مرنة، فقد يشعر الطفل بالملل من الألعاب أو التطبيقات على جهازه من شهر لآخر، أو ربما تتغير اهتماماته بتغير عمره، كما أن استخدام الأجهزة في أيام الدوام المدرسي قد يختلف عنه في أيام العطل! لهذا من المهم مراجعة القوانين بشكل دوري من قبل الأهل والأطفال لضمان الالتزام بما يناسب تطور أفراد الأسرة.
4. الموافقة على المحتوى والتطبيقات المناسبة:
فالمحتوى الذي يتعرض له الأطفال هو جوهر الاتفاقية، فالمحتوى الرقمي سريع التغير وما كان مناسباً اليوم قد لا يكون مناسباً غداً، لهذا من المهم تحديد نوعية الألعاب والبرامج التي يتعرض لها أطفالنا، وفحص ومراجعة أي محتوى جديد يطلب الأطفال إضافته للتأكد من حمايتهم من التعرض للمحتوى الضار أو غير اللائق، لضمان استخدامهم التكنولوجيا بشكل آمن ومفيد.
في حال كان يتم استخدام الأجهزة في وقت عدم تواجد الوالدين، من الممكن ربط أجهزة الأطفال بأجهزة الوالدين. لإرسال طلب موافقة للأهل قبل تحميل أي تطبيق من قبل الأطفال.
5. التواصل المفتوح:
- التواصل المفتوح بينك وبين أطفالك هو الأساس لتجربة رقمية آمنة، فمن المهم تشجيعهم على الحديث بصراحة عن تجاربهم الرقمية، وأي تحديات يواجهونها. وتعليهم أهمية حماية خصوصيتهم وتحديد التطبيقات ومصادر المعلومات الموثوقة.
في الختام، تعتبر المعاهدة الرقمية من الوسائل التي تعزز التوازن والوعي الرقمي. وتحقيق تجربة استخدام آمنة.

إذا كان عمر أطفالك بين 6-10 سنوات، نقدم لكِ عبر موقع كلنا أمهات ورشة السلامة الرقمية: في مواجهة التنمر الإلكتروني مع الأخصائية تالا الزين.
