مرحلة المراهقة هي إحدى المراحل الهامة والفريدة التي يمر بها الأبناء، والتي تأتي بعد مرحلة الطفولة، والتي يتخللها تغيرات بدنية وعاطفية واجتماعية متعددة. وهي ككل المراحل العمرية، لها تحدياتها وصعوباتها الخاصة بها! دورنا كوالدين في هذه المرحلة دور هام جداً، ومسؤوليتنا مسؤولية عظيمة! فإن تربية المراهقين وإعداد الأبناء خلال هذه المرحلة، وتوجهيهم كي يصبحوا أشخاصاً ناضجين مهتمين مستقلين ومتحملين للمسؤولية؛ ليس أمراً سهلاً. بل نحن بحاجة لتطوير مهاراتنا التربوية؛ حتى نتمكن من توجيه أبنائنا المراهقين بشكل صحيح. وحتى نتمكن من بناء علاقة قوية ومتينة معهم.
أهمية بناء علاقة قوية بين الوالدين وابنهم المراهق
إن بناء علاقة متينة بين الوالدين وابنهم المراهق أثناء هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية؛ وذلك بسبب:
- هذه المرحلة؛ هي مرحلة حرجة للغاية في حياة الأبناء. وعلى الرغم من أنهم بحاجة للتوجيه من قبل آبائهم أو المربين، لكنهم لن يطلبوا ذلك! لذلك يجب أن نكون على علاقة قوية مع أبنائنا، علاقة تصل بنا إلى ملاحظة التغيرات التي تطرأ على سلوكياتهم، والتي تساعدنا على فهم متطلباتهم واحتياجاتهم بعقل منفتح.
- إن انتقاد المراهق باستمرار من قبل الوالدين أو المربين أو حتى المدرسة، بالإضافة إلى عدم دعمه ومعاقبته بشكل دائم وإصدار الأحكام على تصرفاته بدلاً من محاورته حواراً حقيقياً؛ قد يخلق في داخله شعوراً بعدم الانتماء لعائلته ووالديه ومدرسته.
- قد تؤدي العلاقات الهشة بين الوالدين والمراهقين أثناء تربية المراهقين إلى عدم قدرة المراهق على التمييز بين الصواب والخطأ، وقد يسعى المراهق للحصول على الدعم من أشخاص آخرين قد يشكلون قدوة سيئة له.
- وفقاً لمنظمة اليونيسيف؛ تمتد مرحلة المراهقة في أغلب الأحيان بين سن 13 – 18 عاماً. ستمر هذه المرحلة في كل الأحوال، لكننا وحدنا من يقرر أن تنتهي هذه المرحلة بطريقة إيجابية تدفع المراهق نحو مرحلة النضج بكل سلاسة، أو أن تنتهي بتحويل المراهق إلى شخص بالغ متردد ومرتبك، يعاني من تدني تقدير واحترام الذات، ويشعر بالحيرة والضياع!
لماذا يصعب التعامل مع المراهقين؟
صعوبة التعامل مع المراهقين أثناء تربية المراهقين أمر طبيعي يواجهه معظم الآباء والمربين، ويعود ذلك لسبب علمي ومنطقي أثبتته الأبحاث العلمية، حيث أثبتت الأبحاث أن هناك نظامان مهمان في مخ المراهق، لا ينضجان في ذات الوقت! وهما:
- نظام ينضج عند سن البلوغ: وهو النظام المسؤول عن السعي وراء المكافآت والفوائد الواضحة مثل الحصول على شعبية بين الأصدقاء، والإثارة مثل كسر وخرق القواعد.
- نظام ينضج في منتصف سن العشرينات: وهو النظام المسؤول عن ضبط النفس.
عدم نضج هذان النظامان لدى المراهق، يخلق تحدياً أمام الآباء في صعوبة التعامل معه!
نصائح لبناء علاقة قوية مع ابنائك المراهقين
أظهر حبك
إظهار الحب والاهتمام أمر مهم جداً عند التعامل مع المراهق وأثناء تربية المراهقين! وقضاء بعض الوقت مع المراهق؛ سيشعره أنك مهتم بأمره. لنستمع إلى أبنائنا المراهقين حين يتحدثون، ولنحترم مشاعرهم ولنعبر عن حبنا لهم. في حال وجدنا صعوبة في الحديث إليهم؛ يجب ألا نيأس، بل أن نستمر بالمحاولة. أيضاً يجب أن نضع باعتبارنا أن حبنا غير المشروط لأبنائنا المراهقين، لا يعني الموافقة غير المشروطة على كل أفعالهم! وإن واجهنا موقفاً يتطلب العقاب، يجب أن نحرص أن نبين لهم أننا لن نحرمهم من حبنا وتقبلنا عقاباً لهم على سلوكهم.
تطوير مهارة الاستماع لهم
يشتكي المراهق في أغلب الأحيان قائلاً: “أنتم لا تفهمون ما أمر به”! حسناً؛ لنبذل بعض الجهد حتى نفهم ما يمر به ابننا المراهق، وذلك من خلال الاستماع والإصغاء له! اختر وقتاً مناسباً واطلب من ابنك المراهق أن يخبرك عما مر به خلال اليوم، أصغِ السمع إليه ولا تطلق الأحكام، استخدم لغة الجسد كالإيماء بالرأس أو التواصل البصري؛ لتبين له أنك تستمع بإصغاء، وتجنب مقاطعته إلى أن ينتهي.
تحديد توقعات معقولة
لاحظ أخصائيين التربية أنه وأثناء تربية المراهقين؛ يحاول المراهقين للوصول إلى توقعات الوالدين أو النزول إليها، فاجعل توقعاتك مرتفعة! لكن غيّر من طبيعة التوقعات بحد ذاتها. فبدلاً من توقع على علامات مرتفعة وانجازات متعددة، أظهر له أنك تتوقع متع أن يكون خلوقاً طيباً مراعياً أميناً ومحباً. وفي نفس الوقت؛ قدم لهم الدعم الكافي الذي يحثهم على بذل الجهد الكافي لتحقيق الانجازات المختلفة، وامدح المجهود لا النتيجة النهائية.
استبدل الأمر بالطلب الإيجابي
وذلك يعني أن تطلب من المراهق أن يفعل شيئاً ما بدلاً من أن تطلب منه أن يتوقف عن فعل شيء معين. مثال على ذلك: “من فضلك عد مبكراً” بدلاً من “لا تتأخر كما تفعل دائماً”.
وضع القواعد والعواقب
بحيث يكون الهدف من هذه القواعد والعواقب هو تنشئة المراهق على الانضباط، لا عقابه أو السيطرة عليه! لذلك؛ احرصوا على مناقشة السلوكيات المقبولة والتي تتماشى مع خطوطكم التربوية مع المراهق، ومناقشة السلوكيات غير المقبولة أيضاً، بشكل محدد وواضح بعيداً عن الترهيب. ثم ضعوا العواقب العادلة والمناسبة المترتبة على سلوكيات المراهق.
استنكر السلوك بحد ذاته ولا توبخ المراهق نفسه
عند تطبيق العواقب؛ تأكدوا دائمًا من توبيخ سلوك المراهق وليس شخص المراهق نفسه. تجنبوا إلقاء محاضرة على المراهق بخصوص أي قصور شخصي، واحرصوا ألا تستخدموا لهجة مسيئة أو ساخرة أو مهينة أو حتى تدفع المراهق ليشعر بالإحراج. فإحراج المراهق؛ قد يخلق في داخله إحساساً بالعار وعدم الكفاية، وقد ينتج عن ذلك وضعه في موقف دفاعي دائم ومستمر. حاولوا أن تقدموا نصيحة أو توجيهاً ضرورياً وخالياً من الأحكام.
ساعدهم في حل مشاكلهم
يلجأ المراهق في بعض الأحيان لسلوكيات غير مقبولة، لأنه يشعر بالقلق والتوتر بشأن مشكلة أخرى! وعلى الرغم من أهمية تجهيز المراهق حتى يكون قادراً على حل مشكلاته بنفسه وبشكل مستقل؛ إلا أنه من المهم جداً أن تشعروه بل وتخبروه أنه بإمكانه اللجوء إليكم دائماً، وأنكم مصدر الأمان الأول والأخير والدائم له!
كن قدوة حسنة
يتصرف الأبناء كآبائهم بالعادة ويكتسبون سلوكهم من خلال مشاهدة سلوكيات والديهم. ولأن الأفعال أصدق وأقوى من الكلمات؛ يجب أن نكون قدوة لأبنائنا المراهقين بتصرفاتنا وسلوكياتنا الحسنة. لنكن نموذجاً إيجابياً ومرناً وجيداً لأبنائنا المراهقين، فهم سيتبعون خطواتنا.
احجز استشارة تربوية اونلاين
كوتشينج تربوي – جسور المحبة
بمساعدة أخصائيات مهارات الحياة سحر الخطيب وأحلام اللمكي، ذوات الخبرة الطويلة والمهارة العالية في حل الخلافات العائلية. نقدم لكِ ولجميع أفراد عائلتك اليوم؛ جلسات افتراضية تفاعلية، مليئة بالفائدة واللعب والكوتشينج.
حيث تهدف هذه الجلسات إلى تقريب وجهات النظر، ومساعدة الأم للتصرف مع التحديات المختلفة مع أبنائها بأساليب مدروسة. مما يؤدي إلى كسر الجليد بين أفراد العائلة، وتقريبهم من بعضهم بشكل أكبر. لنحارب معاً أي معطيات أو مشاكل قد تؤثر سلباً على علاقة العائلة معاً! حيث أن عدم حل هذه المشكلة؛ يؤدي إلى ضعف في العلاقة بين الأهل والأبناء، وضعف شخصية الأطفال وظهور سلوكيات غير مرغوبة منهم، وفقدان الإحساس بالحب، والترابط الأسري. مما قد يؤدي لآثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع. لا تترددي بالحجز اليوم؛ فعائلتك تستحق ذلك!
آلية تنفيذ الجلسة:
- مكالمة هاتفية مجانية 30 دقيقة بحد أقصى لفهم الغاية من الجلسة.
- بناء على الفهم الغاية من الجلسة يتم تجهيز الألعاب وأسئلة الكوتشينج المناسبة.
- عقد جلسة افتراضية تفاعلية بين الأم وأحد الأبناء عبر تطبيق الزوم ( نحن نرسل الرابط لأننا نقوم بتسجيل الجلسة من أجل تحليلها).
- تحليل مجريات الجلسة، وتقديم تقرير للأم خلال 3 أيام عمل. تتضمن تقييم العلاقة ومواطن التحسين المطلوبة مع بعض الحلول والمقترحات.
النتائج المتوقعة من الجلسة:
- مساعدة الام والطفل في التعرف على الأفكار والمشاعر التي يشعر بها كل طرفين تجاه موضوع الجلسة.
- إذابة التوتر الموجود بين الطرفين و زيادة الترابط بينهما.
- تزويد الأمهات ببعض الأدوات التربوية للتعامل مع موضوع الجلسة.
- اتاحة الفرصة للأم والابن/الابنة لقضاء وقت نوعي معاً.
ملخص كتاب طفل المخ الكامل ج1 - كلنا أمهات
أكتوبر 23, 2022 في 5:26 م[…] […]