رغد أبو الهيجاء قصة نجاح أم- من الهندسة إلى التصوير

قصص نجاح أمهات ملهمات

رغد أبو الهيجاء قصة نجاح أم- من الهندسة إلى التصوير

thumbnail-1

“الشغف” كلمة يحاول الجميع اكتشاف معناها والبحث عنها في رحلة الحياة. ترتبط دائمًا في أذهاننا بالسعادة، لذلك يحاول الجميع البحث عن طريق يسير به أملاً أن يجد ذلك “الشغف”. هو ليس طريقًا سهلًا، بل هي رحلة تحتاج أن تُظهر الكثير من التحدي والطموح والقوة؛ لتكون قادرًا على السير فيه. وحالما وجدت ذلك “الشغف” لا يعني ذلك انتهاء الرحلة، وإنما هي بداية لرحلة مليئة بالتعب والنجاح والطموح والسعادة.

رغد أبو الهيجاء، أم عاملة تحدت كل الأفكار التقليدية ونَظْرَة المجتمع، واستطاعت برغم كل المعوقات البَدْء برحلتها الخاصة، رحلة الشغف.

من هي رغد أبو الهيجاء؟

أنا أم لطفلين أحدهما يبلغ من العمر 3 سنوات والثاني 5 أشهر، مقيمة حاليًا في أبو ظبي. أنهيت دراسة هندسة الاتصالات، لكنني لم أمارس العمل بها. أعمل حاليًا كمصورة؛ وبهذه الوظيفة وجدت الشغف الذي كنت أبحث عنه ليضيء طريقي.


حدثينا عن قصة نجاحك وكيف استطعتِ التعرف على شغفك؟

بعد أن أنهيت دراسة هندسة الاتصالات، عملت قليلًا في المجال الإنساني، ثم تزوجت وتركت عملي وانتقلنا للإقامة في مدينة أبوظبي بحكم عمل زوجي. بعد ذلك بفترة قصيرة حملت بطفلي الأول، ثم بدأت برحلة الأمومة. على الرغم من كل الانشغالات التي تضمنتها رحلة الأمومة واستمتاعي بها وبواجباتها؛ إلا أن ذلك لم يمنع شعوري بالحزن وفقدان الشغف، حتى مع كثرة الانشغالات التي كانت تملأ يومي من ممارسة الرياضة والزيارات وغيرها؛ إلا أنني شعرتُ بالفراغ من ناحية الجانب الشخصي الإنتاجي الخاص بي.

راودني دوماً ذلك الشعور بأنني قادرة على تقديم المزيد بالإضافة لدوري كأم الذي أعتز به وأفخر، وأنني قادرة على الانتاج وترك أثري في هذه الحياة. لذلك؛ بدأتُ رحلة البحث عن مجالٍ يتناسب مع مسؤولياتي كأم ويتناسب مع شغفي وتطلعاتي بذات الوقت. لم أكن أعلم تماماً ما الذي أبحث عنه بتلك الفترة، إلّا أني عزمتُ على بدء الرحلة وطرق كافة الأبواب.

كانت البداية بالتحاقي بورشة عمل تساعد النساء على إيجاد شغفهن وتحقيق التوازن في الحياة. ساعدتني هذه الورشة من خلال الاسئلة التي طُرحت والتدريبات المتنوعة فيها؛ على ايجاد نقطة الالتقاء بين حبي للتصوير وقدرتي على تحويل هذا الحب إلى عمل.


ما هو التحدي الأكبر لكِ في هذا التغيير وكيف استطعتِ النجاح بهذه المهنة الجديدة؟

التحدي الأكبر بالنسبة لي؛ هو تحدي نفسي والخروج من منطقة الراحة والروتين الخاصة بي. لم يكن من السهل أبدًا البدء بمسار مهنيّ مختلف كليًا عن كلّ خبراتي السابقة.
هذا الأمر تطلب مني الالتحاق بكثير من الدورات وورشات العمل، بالإضافة إلى القراءة وتتبع الأخبار وآخر التقنيات المستخدمة في هذا المجال. حيث أن هذا المجال وعلى الرغم من حبي له، إلّا أنه مسار جديد كليًّا بالنسبة لي.

كان لا بد أن أكون متأكدة من جاهزيتي ومرونتي للبدء بالخطوة الأولى لتحويل هذا الشغف إلى عمل ناجح، فأنا على علم بالتحديات المختلفة المرافقة لتأسيسه، من توفير رأس المال بالإضافة إلى الوقت والجهد المصاحب له. وحينها فقط اتخذت الخطوة الأولى وقررت أن أبدأ قصة نجاح أم أنا بطلتها.


كيف استطعتِ التوفيق بين مهامك كأم عاملة وصاحبة عمل خاص بنفس الوقت؟

بصراحة الأمر ليس بالسهل ابداً! ما زلت أتذكر الليالي التي قضيتها بعد نوم طفلي مساءًا، محاولةً رغم كل تعبي أن أشجع نفسي بالتفكير بهذا الوقت الذي أقضيه، كإستثمار في نفسي وإنتاجيتي، بل وأنني قادرة على النجاح. كنت أستغل هذا الوقت في التعليم وتطوير خبراتي وقدراتي، بالإضافة إلى القيام بالمهمات المتعلقة بعملي مثل تعديل الصور وتجهيزها للطباعة.

أما في وقت العمل الذي تمثل في جلسات التصوير، كنت أحرص على اختيار الأوقات التي تتناسب مع أوقات فراغ زوجي، فشكلنا فريقاً واحداً، كما أنني استعنت بمربية الأطفال في بعض الأحيان، لتجالس طفلي ولتعينني على الاعتناء به، إى حين انتهائي من جلسة التصوير. على الرغم من كل هذا التعب والإرهاق؛ إلا أن الوقت الذي كنت أقضيه في جلسات التصوير، كان كفيلًا بمنحي السعادة والرضا والرغبة بالمتابعة والاستمرار. وها أنا اليوم أخط لكم قصة نجاح أم غيرت مسارها الوظيفي بكل سلاسة وثبات.


هل باعتقادك لو توافرت ظروف عمل متناسبة مع مهامك كأم؛ كنتِ استطعت متابعة العمل بمهنة الهندسة؟ وما هي رسالتك للشركات والمؤسسات ؟

اعتقد أنّ جائحة كورونا استطاعت تغيير الكثير بعقلية الشركات والمؤسسات، فبات بإمكان الأمهات إيجاد فرص عمل متناسبة قد تتوافق مع مهامهن كأمهات. مثل توفر فرص العمل عن بعد والعمل الهجين.

لكن على الصعيد الشخصي؛ كنت أتطلع لإيجاد عمل في مجال أحبه واستمتع به، عمل يمنحني حرية التحرك دون الحاجة إلى الالتزام بأوقات عمل ثابتة، تتناسب مع احتياجات طفلي وعائلتي، لذلك توجهتُ إلى التصوير.


كيف استطعت تحويل الشغف إلى مصدر دخل؟

التصوير بالنسبة لي ليس مجرد عمل، بل هو طريق للسعادة وطريق لخلق السعادة. يكفيني أن أرى تلك الابتسامة على ثغر الشخص الذي أقوم بالتقاط صورته حالما يستلمها؛ فيتملئ قلبي بأضعاف تلك السعادة. هذا الأمر يدفعني دائماً إلى تطوير نفسي والتعلم المستمر، بالإضافة إلى الاستثمار بالأدوات والمراجع التي تساعدني على تطوير مهاراتي، وبالتالي تطوير عملي.

سأستمر دوماً رغماً عن بعض المعيقات التي قد تظهر بين الفينة والأخرى، وهذه رسالتي الدائمة لنفسي. فإن بدا الطريق طويلًا وبطيئًا، إلّا أنه سينتهي بالنجاح بإذن الله.


ما هي رسالتكِ لنفسك وما هي تطلعاتك للمستقبل؟

“الاستمرارية” هي رسالتي لنفسي ولكل من يحاول البدء بعمله الخاص. لا بد من السعيّ والمحاولة دائمًا وعدم التوقف والالتفات لأي معيقات قد تظهر أثناء الطريق.

أنا مثل الجميع قد أشعر أحياناً بالتعب والإحباط، وقد تساورني الشكوك مثل أي صاحب عمل خاص من قدرتي على الاستمرار والمنافسة. إلّا أنني مع ذلك مؤمنة جدًا بأني سأستطيع الوصول في يوم ما، وسأحقق أحلامي الكثيرة والكبيرة؛ مثل تأسيس استوديو التصوير الخاص بي وإقامة معرض صوري وأن يتعرف الجميع على عملي وصوري.


ما هي رسالتك للأمهات؟

اعتقد أن قصتي تشبه قصة الكثير من الأمهات! ذلك الشعور الذي تملكّني بعد ولادة طفلي، ورغبتي بالبحث عن شغفي وذاتي وإيجاد مكان ما يناسب تطلعاتي واحتياجاتي. لذلك إن كان لديّ ما يمكنني قوله لأي أم تشعر بذلك الشعور وتساورها الرغبة بالتغيير؛ أن تبدأ وتحاول التعلم، وألا تنتظر أن يأتي الوقت المناسب من ناحية توفر الدعم المالي والمعنوي. الوقت المناسب هو الآن، عليكِ التحلي بالشجاعة والانطلاق لأن التأخير هو طريق للتردد. حالما انطلقتِ وبدأتِ برؤية النتائج حتى لو كانت صغيرة، هذه النتائج ستكون الحافز لكِ للانطلاق والاستمرار، والتي ستجعل منك بطلة لقصة نجاح أم أخرى.

ونصيحتي الثانية هي ألا تلتفت الأمهات لأي تعليقات سلبيّة قد تواجهها في طريقها. ما زلت أذكر المخاوف من نظرة المجتمع التي راودتني في بداية تغيير مساري المهني، والتعليقات التي سمعتها حتى من أقرب المقربين لدي! مثل لماذا لا تبحثي عن عمل في مجال تخصصك؟ وكيف لك أن تتركي الهندسة من أجل التصوير؟ وغيرها الكثير. إلّا أنني وعلى الرغم من ذلك، تحليتُ بالشجاعة الكافية لأبدأ خطوتي الأول.، فقد أدركت فوراً أن هذا ما أرغب القيام به، وأنني أمتلك الموهبة للتقدم في هذا الطريق، وتحويل هذا الشغف إلى عمل ناجح بإذن الله.

اقرأ أيضاً قصة نجاح أم من فلسطين إلى اليابان


هذا المقال بقلم السيدة غادة الصبيح، يتقدم فريق عمل كلنا أمهات بالشكر والعرفان للسيدة رغد لتقديمها هذا المقال

1 التعليق

  1. […] اقرأ أيضاً رغد أبو الهيجاء قصة نجاح أم – من الهندسة إ… […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0