كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء…تلخيص زهرة صطوف

يعد كتاب كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء، من أجمل كتب التربية الجنسية، التي تساعد الأهل في الإجابة على أسئلة الأبناء المتعلقة بالجنس. من عمر 2 سنوات إلى سن البلوغ. والتي تطرح عدد من الإجابات، التي تتكرر على لسان أبنائنا فيما يخص الجنس. وتلخص لنا زهرة صطوف في مقالنا هذا، أهم ما جاء في كتاب كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء، للكاتبة د.هبة جمال الحريري. لمساعدة الأهل في رحلة التربية الجنسية، والذي يمكنكم شراءه من متجر ورق الإلكتروني.

ونود أن ننوه عزيزي القارئ؛ أن تلخيص كتاب كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء، لا يغني أبدا عن قراءته! فمن غير الممكن أن يحل مكان كتاب بمعلوماته ومصادره الشاملة والواسعة، وما مقالنا بمعلوماته وتلخيصه إلا تشجيعاً على قراءة الكتاب.

بدايةً

قسمت الدكتورة المؤلفة، هبة جمال الحريري؛ كتابها كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء، إلى ستة أقسام:

في القسم الأول أوضحت أهمية المعرفة والتربية الجنسية للأطفال، فمع غياب دور المختص والقصور الإنتاجي، من حيث توفير الآلية والكيفية للمربين؛ لإيجاد تدرج مناسب يوفر المعلومات الجنسية للأطفال. أدى ذلك لتلقي المعلومات بصورة خاطئة أو مبكرة أو ناقصة ومشوهة! تسبب الخوف للبعض والاشمئزاز للبعض الآخر. وحتى أنها قد تقود البعض للقيام بعادات جنسية خاطئة أو شاذة، ناهيكم عن انتشار التحرش الجنسي، وعدم التعامل معه بشكل مناسب لدى البعض.

كل ذلك يجعلنا ندرك أهمية المعرفة والتربية الجنسية للأطفال، وكم هو مهم وضع خطة مناسبة للطفل بناءً على عدة عوامل. منها:

• العمر.
• والبيئة المحيطة.
• وعائلة كل طفل.

ماذا نقصد بالمعرفة الجنسية

قالت د. الحريري عن المعرفة الجنسية: “إنها زيادة وعي الطفل نحو نموه الجنسي والجسدي منذ مراحل النمو الأولى، وكيف يحمي هذا النمو من ممارسات وأفكار جنسية غير صحية، أكانت مع نفسه أو مع الآخرين. وهذا الوعي ينعكس إيجابياً على شعوره تجاه جسده، وهويته وأفكاره وعلاقاته الاجتماعية”.

إذاً المعرفة الجنسية؛ هي وسيلة لحماية الطفل من نفسه ومن الآخرين، ووسيلة لنمو الطفل نمواً صحياً متكاملاً مع بقية جوانب النمو الأخرى.

للأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات

ثم تحدثت الكاتبة في كتابها؛ كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء، عن المعرفة والتربية الجنسية للأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات. موضحةً أن أهم ما يمكن معرفته في هذا العمر؛ هو الاختلاف بين جسد الذكر والأنثى، وتحديد الفروقات ما بينهما باختلاف أحجامها وأنواعها، وتأمل مخلوقات الله سبحانه وتعالى. وذلك ليس فقط إشباعاً لفضوله، بل أنها معرفة علمية أساسية تبنى عليها كل المعرفة الجنسية فيما بعد.

ومن النقاط المهمة؛ هي ذكر المسميات بأسمائها العلمية الواضحة للمجتمع الذي يعيش فيه الطفل. وعدم تسمية المناطق الخاصة بمسميات مثل (عيب/ وي وي/ …. وغيرها)! ويجب مراعاة شرح الاختلاف خارجياً وداخلياً؛ لأن ذلك سيمهد للطفل فهم عمليات أخرى مثل عملية الحمل والولادة. كما يجب في هذه المرحلة شرح اللمسات الصحية والغير صحية، وذلك لتوعية الطفل وتجنب تعرضه للتحرش.

للأطفال من عمر 6 إلى 9 سنوات

أما بالنسبة للمعرفة والتربية الجنسية للأطفال من عمر 6 إلى 9 سنوات، تستدل الكاتبة بإعلان منظمة الصحة العالمية عام 2014؛ انخفاض سن البلوغ عالمياً إلى سن 8 سنوات لأسباب عديدة:

• منها التلوث البيئي وحقن الدواجن واللحوم بهرمونات تعجل من نموها.
• إضافة لكل المدخلات الإعلامية التي تعرض الطفل للمزيد من المحفزات الجنسية.
• وهذا يجعلنا نعي أهمية التحدث عن البلوغ والتدرج في المعلومات لعدم خلق صدمة للطفل.

فنبدأ بتوعيتهم بالتغيرات الجسدية التي ستطرأ على جسدهم؛ كزيادة الطول والوزن ونمو الشعر، وازدياد العرق وظهور الحبوب وتغيير مواعيد النوم ومدته. ومن ثم التحدث عن زيادة المزاجية، وشرح الأمر علمياً. ثم عليكم إخبارهم عن كيفية العناية بالجسد ونظافته، والتحكم والتعبير عن المشاعر لتدارك نوبات الغضب المتزايدة، وبأنه نتيجة تغييرات هرمونية.

من عمر 10 سنوات إلى سن البلوغ

ثم تحدثت عن المعرفة والتربية الجنسية من عمر 10 سنوات إلى سن البلوغ. تقول المؤلفة إن الطفل يجب أن يكون قد وصل إلى هذه المرحلة؛ وهو واعِ بالاختلاف ما بين جسد الذكر والأنثى، ووظائف الأجهزة التناسلية لديهما، والمسميات الصحيحة لكل جزء من هذه الأجهزة. بالإضافة لما يسبق عملية البلوغ من تغيرات جسدية وعاطفية واجتماعية، وشرح مفهومي الحيض والاحتلام. فكل ذلك تدرج ليدرك الطفل عملية الجماع، والحدود اللائقة واللازمة بين الجنسين.

ويتم في هذه المرحلة شرح مراحل تكون الجنين، وهنا يجب أن نفهم أن صمت أطفالنا وعدم سؤالهم، لا يعني عدم اهتمامهم بالمعرفة الجنسية أو عدم جهوزيتهم. ولأن فهم هذه العملية لها ارتباط مباشر بنجاح ورضا العلاقة الزوجية فيما بعد، يجب أن تكون من مصدر آمن وواعي وبتدرج مناسب.

أما فيما يخص موضوع الجماع؛ فيعد من أصعب وأكثر المواضيع تحدياً في تربية الأبناء الجنسية، في كل المجتمعات والثقافات حتى الغربية. لذلك؛ من المهم حين نوصل للأبناء كيفية الجماع، لا بد من أن نطرح أولاً أهمية وأساس هذه العلاقة، وأنها عاطفية وروحية قبل أن تكون جسدية. وهنا تحدث الكاتبة عن نقطة مهمة لكل أب وأم، ألا وهي أهمية الالتصاق الجسدي والأحضان بين الزوجين. فمن الصعب شرح عملية الجماع وهنالك جفاف عاطفي ظاهر للطفل. وتقصد بذلك أهمية وجود التقبيل (تقبيل اليدين والرأس)، الاحتضان والتربيت على الكتف وغيرها. وأيضاً على استعمال مفردة (زوجين) دوماً؛ لربط العلاقة تحت إطار زوجي شرعي.

 وأقتبس من الدكتورة قولها:

“طرح موضوع الجماع والحوار عنه بشفافية وبروح آمنة، يُكسب الأبناء القدرة والمهارة على التحاور في هذه الأمور الحساسة بشكل آمن وصحيح، الآن ومستقبلاً في علاقاتهم الزوجية”.

وأفردت الكاتبة إجابات لتساؤلات متكررة يطرحها الأبناء بخصوص المعرفة والتربية الجنسية مثل:

•  ما المصطلحات التي سأستعملها؟
•  وهل تقديمي لهذه المعلومات سيزيد من فضول طفلي؟
•  وماذا إن قام طفلي بمشاهدة مقطع إباحي كيف سأتصرف؟
• وغيرها من هذه الأسئلة التي تراود كل أم وأب

المثلية الجنسية

وتطرقت الكاتبة في كتباها؛ كيف تتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء، إلى موضوع المثلية الجنسية. فأوضحت أن ظاهرة المثلية الجنسية، كانت قليلة ونادرة قبل أعوام قليلة. ولكن مع عصر الانفتاح اللامحدود للإعلام الذي نعيشه، أتاح للطفل الوصول لأي شيء عبر الأجهزة الإلكترونية. ولذلك أصبح لابد من التحدث مع الأبناء حول هذا الموضوع. وتحديد الوقت المناسب لذلك؛ يرجع للبيئة التي يعيش بها. فمن يعيش في البلاد الأجنبية. يجب أن يمهد للأمر بوقت أبكر ممن يعيش في البلاد العربية.

فيتم تعريفهم بداية عن أشكال المثلية الجنسية وهي:

• Lesbian: الممارسة الجنسية بين الإناث.
• Gay: الممارسة الجنسية بين الذكور.
• الازدواجية الجنسية: من يميلون لكلا الجنسين.
• المتحول الجنسي: من يخضعون لعلاج مطول وعملية تحويل لتغيير هويتهم الجنسية.
• وهناك قسم ممن لم يحددوا ميلهم الجنسي بعد!

وعند التحدث مع الأبناء حول موضوع المثلية الجنسية يجب مواكبة جميع الأبحاث العلمية، ليكون حديثاً ذو سند علمي؛ كعدم وجود أدلة علمية قاطعة تدل على ارتباط الجينات الوراثية بالمثلية، وبعدم وجود أسباب محددة إن حدثت ستؤثر على نمو الهوية الجنسية. وإنما هنالك العديد من العوامل الاجتماعية والعاطفية والثقافية، قد تزيد من فرص ظهور هذه الاضطرابات. مثل:

• اضطهاد مجتمعي أو أسري تجاه جنس معين.
• اعتداء جنسي في مرحلة حرجة من العمر.
• ضعف تعزيز الهوية الجنسية من قبل الوالدين.
• غياب المعرفة والتربية الجنسية.
• ضعف تربية الذات وتهذيبها.

هناك العديد من مقالتنا على موقع أمهات يمكنكم الاطلاع عليها والاستفادة منها في التربية الجنسية مثل:

• تأثير السوشال ميديا على المراهقين
• كيف نحمي أطفالنا من خطر التحرش الجنسي
•    التربية الجنسية… كيف تعلم طفلك حماية نفسه من التحرش الجنسي