هل لاحظتِ غياب زوجك بالساعات للاستحمام عندما تحتاجين لمساعدته؟ وهل لاحظتِ اهتمامه المفاجئ برياضة التنس التي لم يكن يعيرها أي اهتمام؟ هل تعتقدين أنه ينجز أي مهمة بطريقة خاطئة فقط ليرميها عليكِ؟ هل رميتي زوجكِ بسهام نظراتٍ حقودة علّه يفهم تقصيره ولم يفهم؟ وأنت عزيزي الزوج، هل تشكو من عصبية زوجتك الدائمة؟ هل حاولت أن تساعدها ببعض المهام لتنتهي بانفجارها بوجهك؟ كل هذه المواقف طبيعية وتحصل مع أغلب الأزواج. وهناك تفسير علمي ودراسات نفسية واجتماعية لأسبابها، تعرفنا عليها من خلال كتاب How not to hate your husband after kids، وأحببنا مشاركتها معكم لتعم الفائدة.
How not to hate your husband after kids
تطل علينا “جانسي دان” بكتابها (How not to hate your husband after kids)؛ الذي حقق نسبة أرباح ومبيعات هائلة. حتى تساعدنا عبر مقارنة بين عقول الذكور والإناث بفهم الطبيعة المختلفة لعقلية الرجل والمرأة، والتغيرات التي تحصل بحياتهما بعد إنجاب الأطفال.
فكيف تتجنبي كره زوجك بعد إنجاب الأطفال؟
بالبداية يجب ملاحظة ومراعاة الفروقات المختلفة لعقلية الرجل والمرأة. ثم البدء بالبحث عن حلول تناسب الطرفين. اليكِ بعض الأمثلة:
▪ هل تذكرين عندما كنتِ أم حديثة الولادة والشهور التي تلت إنجاب طفلك الأول؟ بالطبع تذكرين قلة النوم والإرهاق والسهر والتعب الذي مررتي به. ولكن هل لاحظتِ أن هذا أثر على عقلك بشكلٍ إيجابي؟ نعم؛ لا تستغربي! فهذا يحصل مع أغلب النساء. حيث أن الإرهاق يحفز عقل المرأة على الإنجاز وعلى السرعة بالقيام بالمهام المتعددة في وقتٍ واحد. هكذا يعمل عقل المرأة! على عكس عقل الرجل الذي لا يحفزه الإرهاق والسهر إلا للمزيد من النوم!
فبالوقت الذي توقظك أقل همسة صادرة من رضيعك، يبهرك زوجك بقدرته الخارقة على النوم،. فمهما حاولت إيقاظه ومهما ناديت عليه، حتى لو فجرتِ قنبلة بجانبه سيستمر بالنوم الهانئ العميق! كم أحسدهم على ذلك!
▪ هل تشعرين بحاجتك للدعم من زوجك بعد أن تغيرت حياتك بشكلٍ جذري؟ مع زيادة المهام التي يجب عليكِ القيام بها باليوم الواحد إلى جانب اهتمامك بطفلك الرضيع. بينما ترين زوجك يغادر المنزل صباحاً ليبدأ يومه بشكل طبيعي. ثم يعود إلى المنزل ملقياً نفسه على أقرب مقعد ليأخذ إغفاءة قصيرة يستيقظ منها باحثاً عن طعام العشاء! بل طالباً الهدوء ليستمتع بمشاهدة مباراة كرة القدم بدلاً من أن يقوم بدعمكِ أو الإستماع لشكواكِ؟
السبب
الاختلاف بين عقول الذكر والأنثى
ستشعرين براحةٍ أكبر عندما تعلمين أن كل هذه التصرفات مرتبطة بعقلية كل من الرجل والمرأة المختلفة، فقد يبدو الأمر أن زوجك غير متأثر بتغيير حياتكما وبالمسؤوليات الجديدة التي أضيفت لها، وغير مبادر لمساعدتكِ بل يحتاج لمساعدة ليساعدكِ! فأنتِ لا تنفكين عن تعليمه كيف يغير حفاض الرضيع لينتهي دون أن يفتح الشريط اللاصق بالشكل الصحيح لتضطري بعد كل هذا العناء على تغييره بنفسك!
وبشكلٍ عفوي يملؤك الشعور بالغضب الذي قد ينتهي بالانفجار بوجه الزوج لاعتقادك أنه يتعمد القيام بهذه الأخطاء، بينما الحقيقة التي أثبتتها الدراسات أن هذه هي عقلية الرجل ببساطة! فهو أبطأ بإنجاز المهام وأقل تقبلاً للقوانين والأوضاع الجديدة التي تفرض نفسها في حياته.
النتيجة
يصل أغلب الأزواج إلى نتيجة حتمية
يصل بعض الأزواج لمرحة عدم الرضا في حياتهما الزوجية، فالزوج ينتظر من زوجته العاملة بوظيفة كاملة، والتي تعود إلى المنزل لتبدأ بوظيفة أخرى “وهي أم بدوام كامل”، ينتظر منها أن تكون الأم المثالية والأنثى الكاملة المتفرغة تماماً له والتي تسر الناظر إليها!
والزوجة تنتظر من زوجها أن يكون شريكها فعلياً وأن يساعدها بإنجاز المهام المنزلية، فهي تعمل معه جنباً إلى جنب بالخارج، وحتى لو كانت ربة منزل فهي تقوم بكل المهام المنزلية التي لا تنتهي، لتصل ساعات عملها أسبوعياً ل64 ساعة، مقارنةً بأي وظيفة أخرى لا يتجاوز الحد الأعلى لساعاتها ال48 ساعة!
تقوم الأم بكل هذا العمل الذي قدر الخبراء استحقاقاته المادية بما يقارب ال170 ألف دولار سنوياً، ولا تنتظر إلا التقدير الذي لا تحصل عليه غالباً ليخلق هذا فجوة بين الزوجين تؤدي للعديد من الخلافات التي قد تحصل أمام الأطفال.
النصائح والحلول
قدم لنا هذا الكتاب الرائع How not to hate your husband after kids بعض النصائح والحلول وسنذكر منها ما يلي:
- كل هذه الخلافات والاختلافات تحصل في العديد من الأحيان على مرأى الأطفال، ولا ضير في ذلك ولكن بشرط وضع قواعد صارمة للتعامل مع المشكلة التي تحصل في حضورهم، مع وجوب رقي الحوار بين الوالدين، نهايةً بأهمية اعتذار الوالدين لبعضهما أمام الأطفال، لأن هذا يساعدهم على حل مشاكلهم بالمستقبل، مع أهمية الحديث مع الطفل عن مشاعره ومحاولة تهدئته وتذكيره بأننا نحب بعضنا وأننا فقط اختلفنا بالرأي.
- انتبه عزيزي الأب لتصرفاتك أمام أطفالك وبالأخص الإناث، فأنت تعطي صورة لطفلتك عن زوجها المستقبلي، فهي ترى الرجال الآخرين من خلالك ومن خلال أفعالك سواء كانت سيئة أو حسنة.
- عليكَ أيها الزوج أن تقوم بمشاركة فعلية فيما يتعلق بالمهام المنزلية والمسؤوليات، فالمشاركة المادية وحدها لا تكفي، بل حاول أن تكن سنداً وملجئاً ورجلاً مُقدِّراً وفعالاً خصوصاً في السنوات الأولى من عمر الأطفال.
أما انتِ عزيزتي الزوجة
- توقفي عن محاولة تقليد الصورة النمطية المأخوذة عن الأم، فأنتِ لستِ أمك ولا جدتكِ! فالكمال الذي تجرين خلفه لا يهم أطفالك بشيء، ما يحتاجونه حقاً أم سعيدة وليس سوبر ماما مرهقة وتعيسة.
- فكونكِ تقضين يومكِ بالأعمال المنزلية، سيطبع صورة مملة عنكِ في عقول أطفالك، لذلك نجد أن الأطفال بأغلب الأوقات يحبون قضاء الوقت مع بابا الذي يعود من عمله مشتاقاً لهم، فهو يقوم بالعديد من النشاطات الممتعة معهم، عكس ماما التي استنفذت طاقتها بأعمال المنزل المهمة وغير المهمة.
- من المهم جداً تخفيف ازدحام المهام المؤجلة لنهاية الأسبوع، فأنتما تنتظران عطلة نهاية الأسبوع لتحظيا ببعض الراحة والسلام، لهذا يجب التركيز على إمضاء عطلة هادئة بدون إرهاق، فلا ضير من أن نعد بعض البوشار ونستمتع بمشاهدة فلم عائلي بالمنزل مع الأطفال.
- تجنبي عزيزتي الأم تربية جيل كسول اتكالي عبر لعبك دور الأم المثالية والسوبر ماما التي تقوم بمهامهم بدلاً منهم، بل اطلبي منهم أن يقوموا بترتيب غرفتهم أو القيام بإعداد وجبة خفيفة أو الاستحمام دون مساعدة، ستخففين عن نفسك بعض الأعباء كما ستساعدين بتنشئة جيل ناجح ومنظم من خلال تعليمك لأطفالك بعض المهارات.
- تحدثا معاً عن الميزانية والأمور المالية بصدق وشفافية، قوما بالاتفاق على المصاريف الخاصة لكل شهر، كما يفضل وضع مخصصات مالية لكل فرد يتم الاتفاق عليها اعتماداً على الميزانية الشهرية.
- ليس هناك أجمل من عيش حياة مبسطة، حياة خالية من المقتنيات الكثيرة التي تستهلك الوقت والجهد لتنظيفها، وتستهلك المال لشرائها.
