غربة الزوج وأثرها على الزوجة والأطفال

العلاقات الأسرية

غربة الزوج وأثرها على الزوجة والأطفال

pexels-nappy-1058959

أصبحت غربة الزوج للعمل وتأمين احتياجات العائلة أمراً شائعاً، يحدث في معظم العائلات وفي معظم الأحيان. ويعود ذلك للبطالة وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، التي تعيشها العديد من البلدان العربية. يضطر على أثرها الزوج للبحث عن عمل في الخارج بعيداً عن عائلته وأطفاله وزوجته. وتبدأ رحلة غربة الزوج!

لا أستطيع أن أقول لكم أن هذه التجربة سهلة وجميلة أبداً، بل هي طريق طويل وصعب وشائك ومتشعب! ولا أخفيكم صعوبة هذه التجربة على كل أفراد الأسرة من زوج وزوجة وأطفال، بل أن الأطفال هم أكثر من يتأثر بغياب والدهم. في نفس الوقت، لن أقول لكم أن الحياة بهذا النمط مستحيلة أو غير قابلة للتحقيق. بل سننظر إلى الأمر من جميع جوانبه الإيجابية والسلبية، وسننظر لهذه التجربة كرحلة حياتية نتعلم منها الكثير، رحلة ستقرب من أفراد العائلة الواحدة وستزيد من أواصر المحبة والمودة بينهم لا العكس، تجربة سنخرج منها أقوى وأقرب، وستعمل على صقل مهاراتنا وتغيير شخصياتنا للأفضل.

الآثار النفسية التي تسببها غربة الزوج على الزوجة

غربة الزوج تؤجج المشاعر أم تعرضها للفتور؟

حسناً؛ دعوني أن أتحدث اليوم من منطلق تجربتي الشخصية، فأنا خير من يعلم تفاصيل هذه الرحلة كبيرة كانت أم صغيرة. لن أسرد لكم نتائج الدراسات هنا ولن أتحدث عن رأي الطب النفسي في هذا الموضوع. ولكني اليوم سأتحدث من قلب الحدث لزوجة تعيش نمط حياة مختلف بعض الشيء، لزوجة اضطرت على عيش واقع تجربة غربة الزوج لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

في البداية؛

إن كان أساس العلاقة بين الزوجين قوي ومتين وصادق، فلن تتأثر المشاعر بطريقة هادمة. نعم ستشعرين بالكدر والتعب والفتور في العديد من الأحيان، ولكن هذه المشاعر السطحية سرعان ما ستتبخر، وستطغى عليها المشاعر الصادقة التي بنيت على أساس قوي. ستتسائلين في العديد من الأحيان عن دورك المحدد في هذا الوضع، هل أنت الأم أم الأب أم كلاهما؟ لماذا علي أن أكون كلاهما؟ إلى متى؟ وقد يشتعل فتيل المشاكل بينك وبين زوجك على أثر هذه الأسئلة! لا تشعري بالقلق، فهذا شيء أقل من طبيعي لزوجين يعيشان نمط حياة ليس بالسهل.

من ناحية أخرى؛

فكري بالجانب الإيجابي من الموضوع! غياب الزوج لفترات طويلة؛ يؤجج مشاعر الشوق التي ستشعران بها كلاكما، ويجدد المشاعر ويقويها أيضاً، وبالتالي يكسر روتين الحياة اليومية.  ثقي بي؛ ستعدين الأيام التي تفصلك عن لقاء زوجك، وستمتنين للحياة التي جمعت طريقكما.


الآثار النفسية التي تسببها غربة الزوج على الأطفال

لا أنكر صعوبة الحياة وصعوبة التربية بغياب الأب عن المنزل وعن الأطفال، ولا شك أن الأطفال سيشعرون بالشوق لوالدهم طوال الوقت، وقد يشعرون بالنقص في بعض المواقف التي تطلب وجود والدهم بها. في بداية غربة زوجي كانت طفلتي تبكي في المدرسة بسبب غياب والدها المتكرر، وقد سألتني معلمتها يوماً عن طبيعة علاقتي وزوجي التي نتج عنها غيابه لأيام وأسابيع وأشهر! فهي بطبيعة الحال لم تكن تعلم شيئاً عن أسلوب حياتنا الخاص الذي يفرض علينا واقع غربة الزوج.

من ناحية أخرى

ومن خلال دراسة قام بها المعهد الأسترالي للدراسات الأسرية، بهدف استكشاف وجهات نظر الأطفال والآباء، حول كيفية تأثير غربة الزوج على العلاقات بين الوالدين والطفل ورفاهية الطفل.  حيث أظهرت نتائج الدراسة أنه وعلى الرغم من تفضيل الأطفال لمقدار وطبيعة الوقت الذي يقضونه مع آبائهم؛ لم يعتقد أي من الأطفال أن الآباء يجب أن يكونوا حاضرين في حياتهم طوال الوقت. وافق جميع الأطفال تقريبًا على حاجة أو رغبة الوالدين في العمل، وتمكن جميع الأطفال من ذكر مزايا توظيف الوالدين.

 أيضاً؛ أظهرت الدراسة أنه يمكن للأطفال من جميع الأعمار أن يروا أن هناك فوائد مالية للعمل، حيث تحدث الأطفال الأكبر سناً أيضاً عن فوائد ملموسة أقل مثل زيادة المسؤولية والثقة. واتفق جميع الأطفال تقريباً أن أحد الأشياء السيئة التي يمكن أن تنجم عن غربة الزوج وغربة والدهم للعمل؛ هو ضياع الوقت الذي يقضونه معاً.


نصائح للزوجات لتخطي المشاعر السلبية المتعلقة بغربة الزوج

  • تقبلي الواقع: لا تهربي منه ولا ترفضيه ولا تمقتيه، بل تقبليه كما هو فقط. فهناك العديد من الأمور التي لا يد لنا بها، ومحاولاتنا المستمرة في تغييرها لن تجدي نفعاً، بل ستزيد من حدة مشاعرك السلبية.
  • لا تلعبي دور الضحية: اسمحي لي أن أقسو عليكِ قليلاً هنا، فأنا أمهر من لعبت دور الضحية بسبب غربة الزوج. وكل ما حصلت عليه من لعب دور الضحية هو المزيد من المشاعر السلبية والمقت والتعب النفسي! تخلي عن هذا الدور فأنت أفضل من ذلك.
  • لا تكوني كثيرة الشكوى: فالشكوى ستؤجج مشاعرك وكدرك فقط! الشكوى لا تحل الأمور ولا تغير من الواقع شيئاً، فابتعدي عنها.
  • لا تستمعي للأخريات: لا أحد يعيش حياتك، ولا أحد يفهم التفاصيل الصغيرة المتعلقة بها، ولا أحد يعلم الظروف التي أجبرت زوجك على الغربة للعمل، والتي أجبرتكِ على عيش هذه التجربة. كل واحدة من صديقاتك أو قريباتك ترى الأمر بمنظورها الخاص، الذي قد لا يتوافق مع طريقة تفكيرك، لتتركك آرائهن غاضبة نادمة ومتكدرة.
  • طوري من مهاراتك: قد يتوفر لديك بعض الوقت الإضافي عند غياب زوجك عن المنزل، استغلي هذا الوقت وطوري من مهاراتك، ابحثي عن المهارات التي قد تفيدك في وظيفتك، أو المهارات التي تفيدك في تربية أطفالك، أو أي مهارات أخرى ترغبين بتطويرها.
  • وسعي دائرتك الاجتماعية: وانتقي أفراد هذه الدائرة الاجتماعية بعناية، أفراداً يقدمون لكِ الدعم عند شعورك بمشاعر سلبية، أفراداً تعتمدين عليهم عند حاجتك لخدمة معينة، انتقي من لا يحكم على حياتك ولا يستمر بتقديم النصائح الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

على الرغم مما سبق

بعد قضاء الوقت بعيدً عن زوجك ولمرات متتالية ومتعددة؛ يصبح من السهل عليكِ عيش حياتين اثنتين! حياة الأم العازبة القادرة على القيام بكل شيء بمفردها، وحياة الزوجة ربة المنزل! حتى لو كنتِ على اتصال مستمر مع زوجك عن طريق الوسائل الالكترونية المختلفة، من الممكن أن تفتر العلاقة بينكما، وقد تشعرين بالعزلة والوحدة والروتين الذي يعيد نفسه مرة تلو الأخرى. 

قد تؤدي بك هذه العزلة والوحدة التي تسببها غربة الزوج، لاضطراباتٍ في حياتك الزوجية، واضطراباتٍ في المزاج. قد تشعرين بأنك تضحين أكثر مما يجب، أو أنك غير راغبة بالاستمرار بهذه الطريقة! أيضاً؛ قد تطفو العديد من المشاعر السلبية على السطح، التي وللأسف تحتاج إلى الجهد والإصرار للتخلص منها.

فكما نعلم جميعاً؛

تحتاج العلاقات الإنسانية إلى القرب الجسدي، والعيش معاً في نفس المكان وفي منزل واحد، وإلى التواصل الروحي والجسدي المنتظم، والعديد من الأمور الأخرى؛ لتزدهر وتستمر. وإن محاولة تحقيق كل هذه الأمور أثناء غربة الزوج، ليس بالأمر السهل. إذا كنتِ تكافحين وتعانين من أجل الإمساك بزمام الأمور كلها، ومن أجل التوفيق بين المشاعر المتناقضة التي قد تمرين بها، وإن واجهتِ عقبات زوجية مترتبة على نمط الحياة هذا؛ فأنا أشجعكِ على التواصل مع أخصائي أسري موثوق، والذي يمكنه مساعدتك في إدارة التحديات المترتبة على أسلوب الحياة القائم على غربة الزوج.

الحياة الزوجية القائمة على غربة الزوج قد تكون صعبة كما ذكرنا سابقاً، ولكنها قابلة للتحقيق والازدهار بكل حب. فقط اربطي حزام الأمان قبل الانطلاق في هذه الرحلة، وانطلقي!


احجز أون لاين

باقة العلاج الأسري مع الدكتورة رنا طيارة

هل تشعرين أنكِ قد وصلتِ لطريقٍ مسدودٍ مع زوجك؟ وهل سبب شعورك هذا أنكِ تحتملين فوق طاقتك دون مبادرة زوجك للمساعدة؟ هل تخشين من اتساع الفجوة بينكِ وبين زوجك؟ وهل تبحثين عن استشارة أسرية؟

عزيزتي، لست وحدك في هذا فجميعنا نمر بهذه المطبات في حياتنا الزوجية. ولكن طريقة استجابتنا وتفاعلنا مع هذه المطبات’ هي ما يهم وهي ما يدل على عمق العلاقة بينكِ وبين زوجك. قد لا نفهم في بعض الأحيان العديد من تصرفات الزوج. وقد لا نعرف حتى كيف نتصرف! وحتى إنّ تصرفنا بشكلٍ خاطئ في هذه المواقف’ قد يجلب المزيد والمزيد من سوء الفهم.

تجربة صديقتك ونصحية أختك ليست الحل هنا، ولكن الحل هو أن نطلب المساعدة من الأخصائيين فقط. نوفر لكِ اليوم عبر موقعنا موقع كلنا أمهات استشارة نفسية أون لاين عبر تطبيق زووم’ من خلال باقة العلاج الأسري مع الدكتورة رنا طيارة، التي تمكنكِ وزوجك من حضور ثلاث جلسات للعلاج الأسري بسعرٍ مخفض 735 درهماً فقط.

لا تترددي واحجزي اليوم هذه الباقة من هنا؛ فأسرتك تستحق منكِ كل المحاولات للحفاظ عليها


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0