قصة ميس واكتئاب ما بعد الولادة

قصص أمهات ملهمة

قصة ميس واكتئاب ما بعد الولادة

pexels-photo-551588

انتظرت ميس أن تصبح أم بفارغ الصبر.. ثم أتى ذلك اليوم الموعود حاملاً معه مشاعر سعادة غامرة ومشاعر حب لم تدري أين تصبها! أتى حاملاً معه أيضاً مشاعر قلق ورهبة وترقب.. انتظرت ميس مضي تسعة أشهر لترى فلذة كبدها.. تتحسس بطنها تارة؛ وتراقب تكوره على المرآة تارة أخرى.. تنتظر أن تشعر بركلات جنينها بشوق.. تطلق عليه أسماء مختلفة.. تتحدث إليه.. تغني له.. تعترف له بشوقها إليه. ثم جاء يوم ولادتها وأصبحت أم للمرة الأولى.. فالثانية.. فالثالثة! وها هي اليوم تخبرنا قصة أمومتها الرائعة التي رافقها اكتئاب ما بعد الولادة القاسي.. ولأنها أم؛ استطاعت أن تجتاز هذا التحدي بنجاح.

لنتعرف على قصة ميس واكتئاب ما بعد الولادة.

عرفينا عن نفسك..

اسمي ميس. أبلغ من العمر 28 عاماً أصبحت خلالها أم لثلاثة أطفال. أبحرت في عالم الطفولة وتعمقت به، وحضرت العديد من الدورات التي تتحدث عن الأطفال والتربية السليمة، بالإضافة إلى دورات في التعامل مع الأطفال في مختلف الأعمار، حتى أتعلم جيداً عن الأمومة.. ولكن دعيني أخبرك أن كل هذه الخبرات لم تساوي شيئاً أمام تجربتي الشخصية في الأمومة!

مع ذلك لا زلت أتعلم إلى الآن.. كما أنني أتعلم من أطفالي أيضاً، بل وأشعر أنني أعيش طفولتي -التي لم أحظى بها- معهم! أستمتع بوقتهم وأصاب بعدوى فرحهم.. وتحزنني مشاعرهم السلبية أو استيائهم وتجهمهم!





كيف بدأت قصتك مع اكتئاب ما بعد الولادة؟

بدأ الاكتئاب يطرق بابي بعد ولادة ابني الأول.. فقد كان موعد الولادة خلال فصل الشتاء، وفي تلك الفترة أقطن في مكان يبعد عن عائلتي. زارتني والدتي حفظها الله خلال الفترة الأولى ما بعد الولادة لتساعدني “فترة النفاس”، ثم وبعد أن استرددت عافيتي؛ ودعتني أمي عائدة إلى منزلها وواجباتها.. وبدأت معاناتي!

في البداية لم أكن قادرة على تنظيم نوم طفلي، بالتالي كان النوم رفاهية حُرمت منها، ولم أستطع تنظيم عملية إرضاع طفلي.. فقدت الإحساس والاهتمام بالوقت والمكان! ثم وبعد شهرين علمت أنني حامل للمرة الثانية!

كيف أثر الحمل للمرة الثانية على حياتك؟ 

ازداد وضعي سوءً بعد أن علمت بحملي للمرة الثانية وبعد شهرين فقط من ولادة طفلي! لم أكن قادرة على الخروج من المنزل؛ لأحمي صغيري من الجو البارد.. ثم انهرت من الإرهاق والتعب وقلة النوم.. وكان البكاء هو ردي الدائم إن حاول أحد ما التحدث إلي!

ومما زاد من سوء حالتي النفسية هي جملة لم يمل الآخرين من تكرارها على مسامعي أبداً! ألا وهي: “ما إلك والدة شهرين أصبحتِ حامل مرة أخرى”!! كرروها دون أن يدروا أثرها السلبي العميق الذي حفر داخل روحي!

شعرت بالسوء في كل مرة سمعت بها هذه الجملة؛ خصوصاً أنني قمت بأخذ أنواع متعددة لمنع الحمل بهدف تنظيم الحمل.. حكمة الله تغلبت على رغبتي! واليوم أنا خير من يعلم أنني كنت بحاجة لهذه التجربة حتى أتطور في هذه الحياة.





وتكمل ميس قصتها مع اكتئاب الولادة..

شعرت بكره شديد للحياة ولكل ما حولي! شعرت بالتعب الشديد من كل شيء وأي شيء.. ثم جاء فصل الصيف حاملاً معه الليالي المشرقة والضحكات المتعالية. كان طفلي الأول آنذاك يبلغ من العمر تسعة أشهر فقط.. وكان يعاني من آلام بروز الأسنان بشدة. كما أن جنيني اتخذ وضعية مؤلمة زادت من صعوبة حملي ومن تعبي أكثر.. فمضى الصيف دون أن أتمكن من الخروج والاستمتاع بجوه الجميل.. مضى الصيف دون أن أتنبه له!

عاد الشتاء مرة أخرى.. وحان موعد الولادة الثانية! مررت بولادة صعبة وقاسية؛ حتى أني شعرت أن روحي قد غادرت هذا الجسد وانتقلت إلى خالقها! ثم عدت إلى منزلي مع زوجي وأطفالي.. طفلين يفصل بينها إحدى عشر شهراً فقط! وبعد مضي عام آخر.. اكتشفت أنني حامل للمرة الثالثة!

حدثينا عن تجربة الحمل للمرة الثالثة مع وجود طفلين في عمر أقل من عامين.. وكيف أثر ذلك على حياتك؟ 

عندما علمتُ بحملي الثالث جُننت! أصبحت إنسانة أخرى غريبة عن نفسي.. إنسانة تهاجم زوجها باستمرار.. إنسانة تحاول أن تؤذي نفسها للتخلص من هذا الواقع. حاول زوجي مساعدتي ودعمي بشتى الطرق؛ كان يحضر والدتي أو أختي أو أي فرد من أفراد عائلته ليبقى معي في المنزل، علّ ذلك يخفف من حدة الحالة التي وصلت لها..

أصبح وزني 38 كيلو فقط أثناء حملي الثالث! برزت عظامي وآلمني هذا البروز نفسياً وجسدياً.. كنت غير قادرة على النوم أو الجلوس، فكل الوضعيات تؤلمني.. مرت الأيام وأنا أغرق أكثر في اكتئاب ما بعد الولادة.. وزوجي حائرٌ لا يدري كيف يساعدني!





هل يتسع القلب لطفل ثالث؟

كنت مستسلمة تماماً للاكتئاب والألم، ولم أشعر أنني أصبحت في الشهر الرابع من الحمل. زرتُ طبيبتي النسائية لأطمئن على الجنين.. وجاءت البشرى.. “مبروك بنت”..

لم أصدق نفسي! شعرتُ أن روحي قد ردت إلي.. عاد بريق عيني وعدتُ ابتسم وأضحك من جديد.. فاض القلب بحبها قبل أن أراها.. فاض وأشبعني حباً!

فترة الحمل هذه كانت مختلفة تماماً.. كانت بلسماً ودواءً لكل جروحي النفسية، كانت حافزاً يدفعني للاستمتاع بجمال الحياة وروعتها..

ثم بعد مرور ما تبقى من فترة الحمل.. وفي أحد فصول الصيف الرائعة.. اضاءت حياتي من جديد برؤية نور عيني وصغيرتي الحبيبة! جاءت لتنير أيامنا ولتزيد من بركة رزقنا ولتفتح عيوننا على كل النعم التي أنعم الله بها علينا.. بل وعلى أعظم نعمة حظينا بها أنا وزوجي؛ ألا وهي “أطفالنا الثلاثة”..

هل فكرتِ بطلب المساعدة من طبيبة نفسية؟ 

نعم بالتأكيد.. كنت ولا زلت أتلقى علاجاً نفسياً منذ بداية الحمل إلى الآن. وها أنا وبحمد الله مقبلة على الحياة بشجاعة أكبر، وبحب وتقبل ورضا..

اقرأ أيضاً نور شكري.. قصة محاربة السرطان





هل تمرين بوضع مشابه؟ 

احجزي اليوم جلسة علاج نفسي للتخلص من اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة وآثاره مع الدكتورة رنا طيارة.. التي ستساعدك على :

  • علاج اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم الحديثة.
  • علاج التوتر والقلق المصاحب للمسؤولية الجديدة.
  • تقديم تقنيات سهلة تساعدك بالتخلص من جلد الذات.
  • علاج اضطراب الوسواس القهري.
  • العمل على تفتيت كل مسببات الاكتئاب بشكل عام.

احجزي اليوم جلسة اونلاين وتأكدي أنك في يد أمينة وفي بيئة آمنة خالية من الأحكام..

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0