في هذا الدليل الشامل للأم العاملة، سنطرح بعض التحديات والحلول لجعل حياة الأم العاملة أسهل.. فكما نرى اليوم؛ تضع العديد من السيدات بصمتهن في سوق العمل يومياً، ويحرزنّ التقدم تلو الآخر.. وتمتد ساعات عمل السيدة لمدة ثمان ساعات على الأقل، أضف إليها الوقت الضائع في الطرقات. مع ذلك تصر السيدة على إثبات ذاتها وتحقيق النجاح في حياتها العملية.
لا يختلف الأمر كثيراً عندما تكون هذه السيدة “أم”.. بالأحرى تزيد أعبائها قليلاً! فهي تعود إلى منزلها كل يوم في سباق مع الوقت؛ فهناك عمل آخر ينتظرها في المنزل.. من غسل زجاجات الحليب وتغيير الحفاضات، ثم إعداد طعام العشاء وتحضير صناديق الطعام “اللانش بوكس” لليوم التالي.. وفي زحمة كل هذا لا تتغاضى الأم عن اللعب مع أطفالها وقضاء وقتٍ نوعي معهم ولو كان لعدة دقائق فقط.. ينتهي اليوم ويسيطر عليك الشعور بالذنب في كل ليلة.. أليس كذلك؟
رغم كل الأعباء والمهام التي تقع على عاتق الأم العاملة.. أفهم جيداً رغبتها بالاحتفاظ بعملها وعدم تخليها عنه حتى وإن كان ذلك صعباً ومرهقاً.. لذلك؛ إليك الدليل الشامل للأم العاملة لمساعدتكِ على الاستمتاع بأمومتك ووظيفتك معاً.
دليل الأم العاملة حديثة الأمومة
لا شك أن الأمومة لأول مرة قلبت موازين حياتك كلها.. ولا شك أن واجهت العديد من التحديات التي ستجعل منك أماً أفضل. لكن إن كنت ترغبين بالعودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة، فاعلمي أن إجازة الأمومة هي فرصتك لتنظيم حياتك ولتنظيم ما يتعلق بطفلك قبل العودة إلى العمل.. إليك الدليل الشامل للأم العاملة أثناء إجازة الأمومة.
حسناً؛ في هذه الفترة أنت بحاجة لتنظيم التالي:
- تنظيم نوم الرضيع.
- ترتيب أمور العناية بالرضيع عند عودتك إلى العمل.
- الحرص على الحفاظ على صحتك النفسية.
- تنظيم نوم الرضيع
وفي هذا الشأن تقدم لنا أخصائية نوم الأطفال لميس بنجلون عدة نصائح لمساعدة الأم العاملة على تنظيم نوم رضيعها:
- توفير بيئة ملائمة للنوم. كأن تكون غرفة معتمة وهادئة وذات درجة حرارة معتدلة؛ لتساعد الطفل بإفراز هرمون النوم.
- أن تكون أوقات نوم الطفل مناسبة لاحتياجاته واحتياجات عمره. مع الحرص على أخذ الطفل لحاجته من نوم القيلولة أيضاً.
- لا نغفل أهمية وجود روتين معين لنوم الأطفال وملاحظة علامات النوم عند كل طفل.
- التدريج في تعليم الطفل أن يستقل بنومه. مع مراعاة اعطاءه ما يحتاجه من حنان وأحضان قبل النوم، حتى يتفهم أنه سينام لوحده بعد إطفاء الضوء.
اقرأ أيضاً تنظيم النوم لدى الأطفال مع أخصائية النوم لميس بنجلون
- ترتيب أمور العناية بالرضيع عند عودتك إلى العمل
وفي هذا الشأن نقدم لكِ النصائح التالية:
- استعدي نفسياً للانفصال عن الطفل أثناء ساعات العمل.
- حضري قائمة لحاجات الطفل التي قد يحتاج إليها أثناء غيابك، وقومي بشرائها وتجهيزها.
- ادرسي خياراتك المتاحة جيداً.. فهل ترغبين بترك الطفل في حضانة أم تفضلين تركه مع والدتك أو أحد الأقارب، أم هل تفضلين الاستعانة بمربية.. مهما كان خيارك؛ أدرسي سلبياته وإيجابياته جيداً.
- تذكري أنه بإمكانك دوماً أخذ إجازة عندما يحتاج طفلك لك.. تحدثي مع مديرك عن ذلك.
- خططي لعطل نهاية الأسبوع بحيث تقضين يومك كاملاً مع طفلك وعائلتك.
اقرأ أيضاً أيهما أفضل حضانة أم عاملة منزلية؟
- الحفاظ على صحتك النفسية
وفي هذا الشأن تقدم لنا الأخصائية النفسية فاطمة خلف هذه النصائح:
- تقبلي مشاعرك واعترفي بها ولا تحاولي مقاومتها أو اخفائها.
- غيّري نظرتك للأمور، وتبني وجهة نظر إيجابية.
- فكري بالخيارات التي من شأنها تسهيل عودتك إلى العمل.. هل تخفيض الدوام أم تغيير بعض المهام الوظيفية قد يناسبك في هذه المرحلة الجديدة؟
- تذكري أن شعورك بالذنب وقلق الانفصال عن طفلك مشاعر طبيعية، وسوف تختفي مع الوقت.
- اصنعي لنفسك مجموعة دعم من العائلة والأصدقاء وتوجهي لهم عند الحاجة.
- اطلبي المساعدة من زوجك وتحدثي معه عن الصعوبات التي تواجهينها.
- ابحثي عن مدبرة منزل أو حضانة تثقين بها. فمعرفتك أن طفلك بين أيدي أمينة سيخفف من قلقك تجاهه وأنت بعيدة عنه.
- تحلّي بالصبر والإيمان بأن خيار عودتك إلى العمل سينعكس إيجاباً عليكِ وبالتالي على طفلك الذي سيكبر ويفتخر بإنجازاتك.
اقرأ أيضاً كيف أستعيد ثقتي بنفسي قبل العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة؟
الدليل الشامل للأم العاملة عند العودة إلى عملها بعد إجازة الأمومة
انتهت إجازة الأمومة وحان الوقت للعودة إلى العمل الآن.. لا شك أن مشاعر الحزن والذنب تغمرك، ولا شك أنك مشتاقة للعودة إلى مكتبك والقيام بمهامك وتحقيق النجاحات والإنجازات.. فكيف توفق الأم بين متطلبات أمومتها ومتطلبات العمل؟ وأين مشاعرها وصحتها النفسية من كل ذلك؟ إليك الدليل الشامل للأم العاملة عند عودتها إلى العمل بعد إجازة الأمومة.
حسناً؛ عند عودتك إلى العمل بعد إجازة الأمومة.. أنتِ بحاجة لتنظيم التالي:
- تدريب نفسك للاستمرار بالرضاعة الطبيعية أثناء تواجدك في العمل.
- تنظيم الوقت.
- الحرص على التخطيط لقضاء وقت نوعي مع الأطفال.
- الحفاظ على صحتك النفسية وتجنبي الوقوع في اكتئاب العودة إلى العمل.
- تجنب الوقوع في حالة الاحتراق النفسي وطلب الدعم والمساعدة من محيطك ومن زوجك.
- تدريب نفسك للاستمرار بالرضاعة الطبيعية
وفي هذا الشأن نقدم لكِ النصائح التالية التي قد تساعدك على الاستمرار بالرضاعة الطبيعية عند العودة إلى العمل:
- في البداية وخلال فترة إجازة الأمومة؛ يمكنك الحفاظ على إدرار ومخزون الحليب لديكِ. ويتم ذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى.
- تجنبي تناول المكملات الغذائية ما لم يكن ذلك ضرورياً من الناحية الطبية..
- قومي بضخ الحليب وتخزينه بطريقة صحيحة حتى يستفيد منه رضيعك أثناء غيابك عنه. وتذكري أنه كلما زادت عدد الرضعات سواء عن طريق الرضاعة المباشرة أو عن طريق شفاطة الحليب الصناعية؛ كلما زاد إدرار الحليب.
- أرضعي طفلك بطريقة مباشرة تزامناً مع استخدام شفاطة الحليب الصناعية.. ولا تبالغي بشفط الحليب وتخزينه! أنت بحاجة لمخزن يوم واحد فقط مع بضع زجاجات للطوارئ.
- أثناء العطلات الأسبوعية أو الرسمية؛ قومي بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية مباشرة.. لا داعي لشفط الحليب.
- احرصي على اختيار مربية أطفال تدعم الرضاعة الطبيعية، وتحدثي معها حول احتياجات طفلك اليومية من الرضاعة الطبيعية وكيفية تخزين الحليب الطبيعي وتسخينه.
- أحيطِ نفسك بدائرة دعم من الأمهات العاملات اللواتي نجحن بالتوفيق ما بين العمل والرضاعة الطبيعية.
- تحدثي إلى أخصائية الرضاعة الطبيعية إن لزم الأمر.
- تنظيم الوقت
إليك بعض الطرق التي تساعد في توفير وقتك أكثر مما تتصورين:
- التسوق أونلاين إذا لم يكن لديك الوقت للذهاب إلى المتجر.
- أعدّي وصفات طعام صحية بسيطة.. بسيطة أي لا تتجاوز مدة إعدادها ساعة واحدة.
- قومي بإعداد طبقاً واحداً يناسب جميع الأفراد من كبار وصغار، ولا تقومي بإعداد أطباق متنوعة. عدلي على الطبق الرئيسي حتى يتلائم مع جميع الأفراد.
- بسطي مقتنياتك.. فكلما زادت المقتنيات زاد الوقت اللازم للعناية بها والحفاظ على نظافتها.
- أعدي الخطط اليومية والخطط الأسبوعية والشهرية لتقسيم المهام المختلفة.
اقرأ أيضاً فن تبسيط الحياة لعيش أقل توتراً
- الحرص على التخطيط لقضاء وقت نوعي مع الأطفال
وفي هذا الشأن قدمت لنا الأخصائية النفسية فاطمة خلف عدة نصائح رائعة:
- التواصل مع طفلك يومياً، والحديث معه وجهاً لوجه ولو لفترات قليلة من الوقت صباحاً قبل التوجه إلى العمل.. ومساءً قبل النوم؛ سيترك لديه شعور بوجودك إلى جانبه.
- حددي وقتاً لأنشطة مميزة تقومين بها مع طفلك. قد تكون قراءة كتاب قبل النوم أو الخروج في نزهة مساءً أو حتى الطبخ سوياً للأعمار الكبيرة.
- امرحي مع طفلك واضحكي معه كلما سنحت لك الفرصة للعب والمزح معه لإدخال السرور إلى قلبيكما. فالمرح يزيد من التواصل الفعال بينكما وأساس للصحة النفسية السليمة.
- شجّعي السلوك الإيجابي لديه.. وعززيه من خلال الإشادة بأفعاله وكلامه ما يمنحه ثقة بنفسه للتعبير والشعور بدعمك له.
- خططي مسبقاً للنشاطات والمناسبات الخاصة. استشيري طفلك إن أمكن فيما يحب أن تفعلا سوياً.
- استمعي له ولا تنتقدي أفكاره.. بل شجعيه وصححي له دون توبيخ أو استنكار.
- أخبري طفلك كم تحبينه وكم تستمتعين بقضاء وقت نوعي معه. واحرصي على اختيار كلمات إيجابية أثناء مخاطبتك له.
اقرأ أيضاً كيف تستطيع الأم العاملة قضاء وقت نوعي مع أطفالها؟
- حافظي على صحتك النفسية وتجنبي الوقوع في اكتئاب العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة
وفي هذا الشأن تقدم لنا الأخصائية النفسية نرمين القاسمي النصائح التالية:
- لا تقيسي حرارتك العاطفية ولا تحكمي على النتائج خلال أول أسبوعين من عودتك إلى العمل.. فمن الطبيعي جداً أن تشعري بمشاعر مختلطة وسلبية في الفترة الأولى من العودة إلى العمل.
- تحدثي إلى مديركِ.. وحددي مهام وظيفتك ومواعيدها بوضوح. كما ويمكنك المطالبة بشيء من المرونة في ساعات عملك أو بالعمل عن بُعد أو العمل بدوام جزئي.
- أحيطي نفسك بنظام دعم سواء من العائلة أو الاصدقاء.. وتحدثي مع شخص قريب منكِ وأخبريه عن مخاوفك إذا كنتِ تشعرين بالذنب أو الحزن أو الإرهاق.
- اطلبي المساعدة من زوجك.. فتعاون الزوج في هذه الفترة أساسي للتخلص من اكتئاب العودة إلى العمل. أخبريه باحتياجاتك ورغباتك ومشاعرك بوضوح، واطلبي منه المشاركة في العملية التربوية والعناية بالطفل.
اقرأ أيضاً اكتئاب العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة مع الأخصائية النفسية نرمين القاسمي
- تجنب الوقوع في حالة الاحتراق النفسي وطلب الدعم والمساعدة من محيطك ومن زوجك.
إليك عزيزتي الأم بعض النصائح التي تجنبك من الوقوع في حالة الاحتراق النفسي:
- عندما تشعرين بالإرهاق اعترفي بذلك وخذي قسطاً من الراحة.
- عندما تشعرين بتراكم المهام، اطلبي المساعدة من محيطك أو من المختصين.
- لا ترهقي نفسك وقولي “لا أريد” و “لا أستطيع” عندما يكون ذلك ضرورياً.
- تحدثي مع الآخرين عن مشاعرك بشكل دوري.. صديقة مقربة أخت أو أم.
- تجنبي الأشخاص السلبيين المحبطين، وانتقي الأشخاص الإيجابيين.
- خصصي وقتاً خاصاً بكِ وافصلي نفسك عن محيطك وعن كل شيء آخر.. مارسي هواية ما، استرخي اقرأي واحتسي فنجان من القهوة.. أنت مهمة أيضاً.
- خصصي وقتاً لعلاقتك مع زوجك؛ فليس هناك أجمل من محادثة لطيفة تدفعك نحو هدفك.. أو نصيحة في مكانها أو حتى الدعم النفسي الذي يقدمه لك زوجك.
- لا تصدقي منشورات “الأم المثالية” و “السوبر ماما” التي ترينها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- تجنبي الجدول المزدحم وبسطي جدول الأنشطة الأسبوعي قدر الإمكان.. فلا حاجة لإشراك طفلك في فريق كرة القدم وفريق الكاراتيه ونادي السباحة ونادي الفروسية معاً!
- إن شعرتِ أن مشاعرك تطغى عليك وإن شعرتِ أن صحتك النفسية في خطر، وإن لازمك الإرهاق العقلي والجسدي لفترة أكثر من أسبوعين.. توجهي إلى الأخصائي النفسي.
